لماذا تتسخ المنامة في شهريْ محرم وصفر؟

لا أسعى بالعنوان أن أستفز أحداً، بل أسأل كما يسأل عدد ممن التقيت بهم أو نقلوا لي عنهم. فمنذ صغرنا ونحن نتجه في هذين الشهرين -وخاصة في العشرة الأولى من شهر محرم- إلى العاصمة مدينة المنامة، للمشاركة في الفعاليات ولو بالنظر والاستماع. ولكن ما يلفتنا في كل موسم، هو كيف تتسخ الشوارع في هذه الليالي!.


بالطبع، النظرة ليست حصرية هنا على هذه المدينة وهذين الشهرين، فكثير من المدن طوال العام، تتسخ لمناسبة أو غير مناسبة. ولكن الذي يدعو ويثير السؤال، هو إننا نجتمع لإحياء واستحضار وتجديد أقوى رسالة وتضحية في التاريخ الإسلامي، لتثبيت الإسلام وإعلاء كلمته، وتصفيته من الشوائب الملتصقة عليه من جراء ممارسات بعض المسلمين غير الصحيحة قبل وبعد واقعة كربلاء.

لا أريد من هذا المقال، سوى أن أسأل (لماذا)؟. في حين معرفة الكبير والصغير بأن النظافة من الإيمان، ومن الفطرة، فلماذا هذه الأفعال؟ في حين وجود السلال وحاويات القمامة في معظم الزوايا وعلى مسافات ليست بعيدة عن بعضها البعض، لماذا نرى من يرمي ما في يديه أمام هذه السلال والحاويات وليس فيها؟ لماذا نرى الأبوين يقومان بهذا الفعل أمام صغارهما؟ ونرى الصغير يفعله أمام أبويه؟!

لا أعتقد أن المسألة تقتصر على التوعية ووسائلها. فمَن منا لم يسمع يوماً بأن النظافة من الإيمان، وهي من العلامات على النظافة الباطنية وصفاء الأخلاق. هذه الظاهرة مشكلة ومرض شخصي ناشئان من التربية بتدرجها. سنتطرق لهذه المشكلة في العيادة الفكرية في المستقبل إن شاء الله.

0 تعليقات: