هذا العنوان أحد الأسئلة التي شغلتني طوال سنوات ومازال يشغلني من وقت إلى وقت. فطالما أقع في صراع، المدافعان فيه هما الإيمان والقناعة والمهاجم هو النظرة الدنيوية. هذا إن جاز لي إطلاق مصطلح (النظرة الدنيوية) على ما أعني.
في الصغر كنت أتساءل ما فائدة قراءة الدعاء حينما لا أعني المضمون كاملاً وكأنني أقرأ نصاً لا أكثر، بالطبع في الكبر تغيرت النظرة إلى أن القراءة وحدها ولو بدون توجه، هي من أساليب التدريب والتعليم، التي نرى الآن الكثير من العلوم مثل NLP يستخدمها ويطبقها.
ومن الأفكار التي كانت تشعل لي صراعاً فكرياً داخلياً، ولم أكن أحبذ أن أنقله إلا للخواص والصفوة من الأصحاب، هي الفكرة أو الهاجس كيف لي أن أروض نفسي وأجعلها بعيدة عن شيطانيتها (مثلاً). فأرى –مثلاً- أن الطب ينصح بكثرة شرب الماء، حينما الأحاديث الإسلامية تنهي عن شرب الماء أكثر من الحاجة!. وأرى أن النفس تميل للعبث أحياناً، حين أن العبث منهي عنه في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.
ولكن أصعب الأشياء والأفكار هو حينما أعلم ولكن أتجه عكس ما أعلم. فتارة أعلم أن المفروض فكراً ومنطقاً ونصيحة أن أفعل كذا، ولدي قناعة تامة بالنتائج المثمرة من هذا الفعل، حينما أرى نفسي بأفكارها تصرعني وتلقيني بين أمواج نعم ولا وأريد ولا أريد.
ومن اللافت والمثير للنفس والعقل والقلب،الصراع الذي يعيشه الإنسان قبيْل إقدامه على قرار ما. القرار الذي أعد له وتهيأ وفكّر وخطط، القرار الذي يؤمن بنتائجه سواء الظاهرية والبطانية، القرار الذي يعلم بحكمته وثماره الدنيوية والأخروية. فتراه يعيش في خضم صراع أشبه ما يكون بنوبات الصرع والجنون، فلا يعلم على ماذا يستقر؟!، ولا يدري ما الحد والفيصل لبت هذا الصراع وإنهائه، ولا يعرف كيف يتخلص منه ولو لمدة مؤقتة . وأول ما يصيبه هو الخجل من إبدائه وإعلانه، ومن إظهار آثاره وملامحه. فطوراً تراه متبسماً صامتاً، وطوراً متوتراً ثائراً، وعندما تسأله ما الذي أصابك؟! يقول لا أدري. وهو في الحقيقة يدري ولكن لا يريد تسليم نفسه وقواه لهذا الصراع. فهو يسأل نفسه في كل وقت يستحضر القرار (هل أنا مصيب؟ هل تسرعت؟ هل يجدي التردد؟ هل يجدي العزوف عنه؟ لماذا قررت؟ وإن لم أفعل ما البديل؟ أيهما أفضل؟!) وهكذا حتى يخلد للنوم أو ينشغل بشيء ينسيه أو يجعله يتناسى، وهكذا هو دواليك يعود ويهدأ ليعود.
في الصغر كنت أتساءل ما فائدة قراءة الدعاء حينما لا أعني المضمون كاملاً وكأنني أقرأ نصاً لا أكثر، بالطبع في الكبر تغيرت النظرة إلى أن القراءة وحدها ولو بدون توجه، هي من أساليب التدريب والتعليم، التي نرى الآن الكثير من العلوم مثل NLP يستخدمها ويطبقها.
ومن الأفكار التي كانت تشعل لي صراعاً فكرياً داخلياً، ولم أكن أحبذ أن أنقله إلا للخواص والصفوة من الأصحاب، هي الفكرة أو الهاجس كيف لي أن أروض نفسي وأجعلها بعيدة عن شيطانيتها (مثلاً). فأرى –مثلاً- أن الطب ينصح بكثرة شرب الماء، حينما الأحاديث الإسلامية تنهي عن شرب الماء أكثر من الحاجة!. وأرى أن النفس تميل للعبث أحياناً، حين أن العبث منهي عنه في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.
ولكن أصعب الأشياء والأفكار هو حينما أعلم ولكن أتجه عكس ما أعلم. فتارة أعلم أن المفروض فكراً ومنطقاً ونصيحة أن أفعل كذا، ولدي قناعة تامة بالنتائج المثمرة من هذا الفعل، حينما أرى نفسي بأفكارها تصرعني وتلقيني بين أمواج نعم ولا وأريد ولا أريد.
ومن اللافت والمثير للنفس والعقل والقلب،الصراع الذي يعيشه الإنسان قبيْل إقدامه على قرار ما. القرار الذي أعد له وتهيأ وفكّر وخطط، القرار الذي يؤمن بنتائجه سواء الظاهرية والبطانية، القرار الذي يعلم بحكمته وثماره الدنيوية والأخروية. فتراه يعيش في خضم صراع أشبه ما يكون بنوبات الصرع والجنون، فلا يعلم على ماذا يستقر؟!، ولا يدري ما الحد والفيصل لبت هذا الصراع وإنهائه، ولا يعرف كيف يتخلص منه ولو لمدة مؤقتة . وأول ما يصيبه هو الخجل من إبدائه وإعلانه، ومن إظهار آثاره وملامحه. فطوراً تراه متبسماً صامتاً، وطوراً متوتراً ثائراً، وعندما تسأله ما الذي أصابك؟! يقول لا أدري. وهو في الحقيقة يدري ولكن لا يريد تسليم نفسه وقواه لهذا الصراع. فهو يسأل نفسه في كل وقت يستحضر القرار (هل أنا مصيب؟ هل تسرعت؟ هل يجدي التردد؟ هل يجدي العزوف عنه؟ لماذا قررت؟ وإن لم أفعل ما البديل؟ أيهما أفضل؟!) وهكذا حتى يخلد للنوم أو ينشغل بشيء ينسيه أو يجعله يتناسى، وهكذا هو دواليك يعود ويهدأ ليعود.
وقد نسأل هنا ما نوع هذه القرارات التي توصل متخذها لهذا الصراع المؤذي فكرياً ونفسياً، وبدقائق من التفكر والتأمل، نرى أن كل قرار وفعل وانفعال يمر بهذا الصراع ولو بسرعة الضوء!. فيعيشه من يقدم على اتخاذ قرار في اختيار ما الذي يريد أن يدرسه في الجامعة ليتخذه منهجاً لمستقبله، ويعيشه من يريد أن ينتقل من وظيفته إلى وظيفة أخرى، ومن يريد أن يتقدم لاختيار شريك حياته، ومن يريد التقديم لقرضٍ ما، ومن يريد السفر، وهكذا في جلِّ القرارات وقد يكون في كلها!.
نعم قد يكون في كلها!. ألم يتردد أحدنا يوماً حينما توضأ للصلاة وما إن استقبل القبلة على سجادته في صلاته إلا وقد دخل في صراعٍ ولو لثوانٍ (لم أصلي؟ هل حقاً تجدي الصلاة؟ هل وهل وهل؟) وسرعان ما يستغفر ويباشر بالصلاة؟. ألم يتردد أحدنا في مسألة التوبة؟ مسألة قراءة الدعاء -كما كنت أفعل-؟ الوضوء نفسه؟ المستحبات والمكروهات؟


وعندما زار اية الله المرحوم الخوئي المرجع الديني الكبير الكاظميه زرته وقد كان فضيلة الشيخ محمد حسين مؤيد عنده وكان يمثله في بغداد رغم انه تاجر معروف الا انه ايضا من رجال الدين الفضلاء . سالت المرحوم الخوئي نفس السؤال فتبسم وقال : زارني احد الاساتذه المحترمين من خريجي احدى الجامعات الامريكيه وربما كان استاذا فيها - وهو بمنظره الانيق النظيف - وسألني هل هذه الاحواض التي تستعملونها طاهرة مطهرة قلت له نعم فرد علي : انني ساخرج من دين محمد بن عبد الله اذا كانت هذه الاحواض طاهره مطهره - قال لنا الخوئي بالفارسيه " ديدم بد شود " فقلت له : - الكلام للامام الخوئي - كلما يسعك ان تقوله ان الامام الخوئي حمار لايفهم . ولا داعي لان تخرج من دين محمد بن عبد الله ، ان هذا اجتهادي الخاص وليس بالضرورة ان يكون ما اراده الاسلام وقد اكبرت الامام الخوئي كثيرا على تواضعه وهو الامام الجليل وقد استقطب بتقليده اكثر الشيعه بما فيهم انا والشيخ مؤيد ، وهذا شان علمائنا الاعلام في تواضعهم وخضوعهم للواقع . ومثل هذه الامثله تعرفنا ضرورة ان يكون المجتهد على اطلاع كامل بثقافة العصر واوضاعه ليستطيع ان يفهم الاحاديث الشريفة ومصادر التشريع بشكلها الصحيح السليم.

