إنه هندي لا أكثر



مشهد:

تدخل إحدى عاملات النظافة على أحد الفصول في مدرسة بنات في إحدى مدن/قرى البحرين، لتخبرهم إن أحد عمال الصيانة الآسيويين سيدخل الفصل لصيانة المكيف. (وهي بذلك تشعرهم لكي يتحجبن قبل دخوله). فتكون المفاجئة أن هناك عدد من البنات المتحجبات لا يكثترن مبررات ذلك: إنه هندي لا أكثر!.

لا أقصد بالعنوان والمشهد أعلاه، التعدي على قوم دون قوم. ولكن أحببت الاستشهاد بكلمة تتكرر كثيراً على ألسنة (بعض) الفتيات والنساء في البحرين كما سمعت ذلك شخصياً، أو نُقل لي. بالأمس توقفت أمام محل لبيع العصير الطازج، وتوقف بجانبي أحد المواطنين بسيارته، الذي اجتهد بشدة لألا يجعل سيارته توازي سيارتي، وذلك لكي لا أستطيع النظر لزوجته عند إدارتي لوجهي متعمداً وغير متعمد. لم أهتم، فطالماً أحسست بهذه التصرفات أمام المحلات أو في الانتظار أمام إشارة مرور. ولكن اللافت المضحك والمبكي، هو أنه حينما يأتي العامل من المحل لتسليمه العصير أو الطعام المطلوب، لا يكترث إذا نظر أو لم ينظر لزوجته!. لا ندعي أن جميع المواطنين عفيفو العين، ولكن: هل العامل الأجنبي أكثر عفة؟! هل السبب من هذه الغيرة فقط أن لا يتعرف هذا المواطن يوماً ما على زوجتي ابنة الحاج فلان؟!

ألم يرَ أحدكم رجلاً يمشي مع زوجته المنقبة أغلظ النقاب واللابسة لأكثرالعباءات اسوداداً في مجمعٍ ما، وهو يتفحص ويتصحف وجوه النساء والفتيات سواء السافرة أو المحجبة، المتبرجة والمحتشمة!.
حينما نرى المعاجم تشرح فعل غار "ثارت نفسُه لإِبدائها زينتَها ومحاسنَها لغيره"، نجد الشرح والمعنى مطابقين للواقع مع المواطنين وذوي العيون السليمة فقط. فليست هذه الأنفة والحمية نابعتين من الإسلام ولا من الإيثار ولا من الشهامة، بل فقط لكي لا ينظر إلى ما عندي عندما أنظر لما عنده!!!.

0 تعليقات: