كريم رضي دقائق من وقتك؟



قرأت لك اليوم في صحيفة الأيام (بين التناص والتلاص). ولا أختلف معك في الرأي الذي حاولت إثباته بطريقة (دبلوماسية) حتى لا تزعج الذين أزعجوك بتصريحاتهم لأنك تحبهم.

هذا الرأي وهذا الحب جديران بكل احترام. ونشاطك وحراكك الثقافي جديران كذلك بكل احترام. فاسمح لي بدقائق من وقتك، لأسألك سؤال الحيرة دون العتب.



لنتكلم عن البحرين بمساحتها وسكّانها تاركين مصر ولبنان والبقية: أين الأدب والثقافة في البحرين؟
- شعراء وكتاب نقرأ عن لقاءاتهم في مقر الأسرة.
- وشعراء وناظمون نقرأ أسماءهم فقط على إعلانات المناسبات الدينية والأشرطة التي يصدرها منشدو كتاباتهم.
- مقالة هنا وهناك.
- شاعر يحاول أن يكون هجيناً لأن الشعر الشعبي مرحب به في الصحف المحلية.
- جهة تتهم الدينيين بالتقليد والجمود والتطرف حتى في التقليد!.
- وجهة تتهم الآخرين بالحداثة والعلمانية مع خلط الاصطلاحين!.

و و و
وأنت أعلم!


أرى أن الدول العربية كلها وقد تكون كل دول العالم. تلجأ للثقافة كما تلجأ للشاي الأخضر في أوقات خاصة جداً جداً. وأرى أن البحرين أكثر فقراً من شقيقاتها وأشقائها. وما يحزن يا أيها الكريم، هو الطريقة التي نكتب ونتكلم بها عن الثقافة في البحرين، وكأنها حقاً مجتمع ثقافي أدبي شعري نثري روائي مغر وناضج!.

تحية لك، وعذراً وشكراً.


(1) الثقافة .vs الإسلام

لجواد سليم


لنبدأ بشكل سريع استرجاع وقراءة وإحصاء تاريخ الأدباء (شعراء وكتاب) منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا، ونسأل:
* كم واحد منهم كان/مازال يشرب الخمر؟ أو شربه مدة من عمره؟
* كم واحد منهم كان/مازال يقوم بالكبائر علناً؟
* كم واحد منهم كان/مازال لا يصلي؟
* كم واحد منهم كان/مازال يصافح النساء؟ ويحضر حفلات الرقص والغناء؟

كان علي أن أضع كلمة الأدب بدلاً من الثقافة في العنوان لمناسبة الموضوع، ولكني لم أشأ أن أكون قليل أدب، فالإسلام دين التأديب والتهذيب ولا يمكن أن يكون نقيضاً أو نداً للأدب.



مقدمة فيها من الاستفزاز في الصياغة ما لا أحبذه مثلكم. ومع هذا، فهذه الأسئلة واردة وهي مثيرة ولافتة، لماذا نرى العاملين بنشاط وفعّالية في الحراك الأدبي والثقافي والصحيفي هم ممن لا يحسبون على التيار الديني بالمنظور الخاص والعام. هل لقصور في الذين يُحسبون على الالتزام الإسلامي؟ أم لسبب آخر.

هنالك من يرى أن الإسلاميين لم يصلوا لقنوات النشر كغيرهم. ففي البحرين مثلاً، ما من صحيفة تعد إسلامية بشكل غير طائفي. حتى في صحيفة الوسط لا نرى كتابات ثقافية وأدبية يعتد بها من من معياري النشاط والحراك كصحيفة الوقت لحبك المقارنة (مع وجود استثناءات خفيفة كخفة لفظ الفاء).
تعليقي: هل حقاً لم يصلوا ولا يصلون؟ أيعني ذلك أن هذه الصحف لا تستقبلهم كما سمعت من مجموعة من الشعراء والكتّاب؟!

وهنالك مَن يرى أن الإسلاميين بالطريقة التي يعتقدون ويفكرون فيها، هم بعيدون كل البعد عن مستوى الإبداع؟
تعليقي: أي إبداع؟ وبمنظور مَن؟ وهل الإسلامية توجب الكتابة والتثقف في المسائل الإسلامية فقط؟

أعتقد أن جميع الأسباب أو التخمينات فيها جزء أو أجزاء من الحقيقة. فالصحف (الجيد منهأ) في لبنان ومصر من باب الاستشهاد هي أكثرها في أيدي العلمانيين، وفي البحرين (جل الصحف) في يد المتشددين، والإسلامي بطبيعة العنوان الظاهر على جبينه هو متشدد شاء أم أبى، ولذلك لا يتم استقباله جيداً كما يدعي. والإسلامي الذي يرى في نفسه احتراماً لعقائده ومبادئه لم يتعلم لحد الآن كيف يوجه قدراته بالشكل الصحيح لأي إبداع صحيح وصحي.

هذه مجرد إثارة، فما رأيكم؟


حسين المحروس دقائق من وقتك؟

حسين المحروس

شكراً
روايتك (الحوّام) قرأتها في يوم واحد. لم أجد تكلفاً أو تصنعاً فيها، ولم أجد صنعة مميزة. ولكن السرد السهل اللطيف يمنع حقاً من ترك الرواية دون إتمامها.



أذكر أن امرأة عجوز من إحدى القرى قصت علي قصصاً تتقاطع مع قصتك في بعض التفاصيل، ولذا لم أستغرب من مضمون أو مضمونات روايتك مثل زنى أعضاء البيت العود!.

لا أريد التعرض لفنية كتابة الرواية لديك، فلستُ مختصاً ولا ملماً. مع كون الرواية لم تخرج عن السرد والوصف الذي نراه في جل الروايات العربية، مع استثناء بسيط لنكهة خاصة في بعض فقرات روايتك (الحوّام)، أعتقد أن سببه هو أنك مصوّر. المفردات التي استخدمتها بسيطة، وجدتُ لك مفردة أو مفردتين أحسست بحسن الانتقاء والاختيار لا أذكرهما للاستشهاد، فعفواً.

أود أن أسألكَ: ما الذي عالجته الرواية؟ ذكْرك مقاطع من حياة أسرة في إحدى القرى؟ ما الذي اختلفت به الرواية عن أي مسلسل عربي بالطبع باستثناء بعض المقاطع (الخشنة كما يقال) التي لا تسمح بها الرقابة العربية وتسمح بها رقابة ال DVD؟

لكل قارئ هدف يظهر أو يبطن من القراءة. رواية تذكر أحداثاً تاريخية، ورواية تذكر تفاصيل كانت مغيّبة أو محرمة على القارئ في زمن ما، ورواية تمتاز بالوصف الدقيق الفني لمناطق لم يزرها القارئ، ورواية تذكر عادات وتقاليد وأفكار لشعوب لا يعرفها القارئ من قبل، ودواليك أسباب وأسباب. بالطبع روايتك تثير وتخلق سبباً يدفع القارئ لقراءتها، ولكن أخبرني ما هو بعد استبعاد سبب الفضول لمعرفة الأحداث الجنسية المحرمة التي تتعرض لها الرواية.

عذراً على الإطالة